الاثنين، سبتمبر 29، 2008

جُنينة الحيوانات


أول امبارح اضطريت أغيب من الشغل عشان أخلص شوية ورق ليا في التأمينات، رحت بعدها علي الجامعة للاستفسار عن بعض الدورات التدريبية، واللي مايعرفش، حرم كلية هندسة القاهرة ملاصق لجنينة الحيوانات، أنا فاكر أيام الدراسة كنا أول من يعلم بإضافة "السباغ" لأراضي الجنينة. rolleyes


فيه كده أوقات ذهبية لازم نقتنصها لأنها مش بتتكرر كتير، زي الشتاء عشان تسافر اسكندرية، وموسم الامتحانات عشان تتمشي في وسط البلد، و "رمضان" عشان... تتفسح في جنينة الحيوانات. عشان كده
طول أيام دراستي كان نفسي أدخل الجنينة في الوقت ده من السنة، لما الصيام والحر يمنعوا أي فرصة لازدحامها.


طب وليه لأ، أنا خلصت كل مشاويري، ولسه باقي كتير علي الفطار، قمت قاطع تذكرة وداخل وأنا قلبي بيهفهف زي العيال الصغيرة.


وكانت الجنينة زي ما توقعت، شبه فاضية إلا من بعض الأسر (أغلبهم من اخواننا المسيحيين)، والـ"حبيبة" اللي مش فارقه معاهم المكان أو الزمان، وعلي آخر اليوم، الوجوه بقت مألوفة لأني كنت بقابل الأسرة الواحدة مرتين أو تلاتة في أماكن مختلفة.

بيت السباع، أكتر مكان ليه شعبية في الجنينة، صعب تلاقيه رايق كده، المنظر ده أشبه بالخيال العلمي

البطاريق

أيام ماكنت عيل صغير، كنت هاموت واشوف حاجتين: الخنزير والبطريق. يمكن كنت عايز أشوف الاتنين دول بالذات عشان مش موجودين بكثرة في ثقافتنا كعرب، علي العكس في الثقافة الغربية اللي وصلتنا من طرق كتيرة، يعني مجلة زي "ميكي" كانت لا تخلو من شخصيات الخنازير في قصصها، في نفس الوقت اللي كانت البطاريق ضيف شبه دائم في حلقات البرنامج الأسبوعي "جولة الكاميرا" *

أفتكر زمان إني طلبت من والدي إنه يوديني عند البطاريق، ولما ابتديت أزن، أقنعني إن هي دي البطاريق:

طبعا ماكنتش بالغباء ده عشان أصدقه، بس أنا قلت دي أكيد أحد فصائلها اللي بتعيش في البلاد الحارة، بصوا لونها الأبيض في اسود (تمشي بطاريق برضه)، يمكن وقتها مكنتش هاستحمل الصدمة دي: أنه لا توجد بطاريق في "جنينة الحيوانات".

فرس النهر

طول عمري ببص لفرس النهر علي إنه مكلبظ كده وغلبان، ومافيهوش نفس يهش أبو قردان اللي واقف طول النهار علي ظهره، أعتقد هو نوع من فطرتنا اللي بتخلينا تنعاطف مع أي حاجة تخينة. آخر ما كنت أتوقعه إن حيوان طيب ونباتي زي ده ممكن يكون مؤذي. لو مش مصدق، اقرا المقطع ده من مشاهدات أحد الرحالة العرب اللي زاروا مصر في القرن الهجري السادس:

"وكانت واحدة ببحر دمياط قد ضربت علي المراكب تغرقها وصار المسافر في تلك الجهة مغررا، وضربت أخري بجهة أخري علي الجواميس والبقر وبني آدم تقتلهم وتفسد الحرث والنسل وأعمل الناس في قتلها كل حيلة من نصب الحبائل الوثيقة وحشد الرجال بأصناف السلاح وغير ذلك فلم يجد شيئا. فاستدعي بنفر من المريس -صنف من السودان- زعموا أنهم يحسنون صيدها وأنها كثيرة عندههم ومعهم مزاريق فتوجهوا نحوها فقتلوها في أقرب وقت و بأهون سعي." **

بيت الزواحف


الصراحة الإزاز كان شكله مغري جدا بإني أخبط عليه، خاصة لما تعبان أو سحلية يكون مخشب جنبيه ومش عايز يتحرك من مكانه، أنا مسكت نفسي بالعافية.


أول مرة أعرف إن فيه ترسة بتعيش في المياه العذبة


ياختي عسل

قفص النسور

ماينفعش أروح جنينة الحيوانات من غير زيارة قفص النسور، أعتقد إنه لو كان الأسد هو ملك الغابة، فالنسر هو -بلا شك- ملك الطيور.


أقفاص فاضية

من ساعة ماوعيت علي الدنيا، كل ماروح الجنينة ألاقي أقفاص الكلاب والقطط والثعالب فاضية، لما سألت الحارس بتاع الثعالب -واللي كان ممدد في الظل جنب الأقفاص- عن السبب قاللي كلام كده عن الأكل مافهمتوش وهم بفتح الباب عشان أتفرج عليهم من جوة (الجهة الغير مخصصة للجمهور) بس أنا مارضيتش، قاللي "كل سنة وانت طيب"، حسيت إن الموضوع فيه تفتيح دماغ قلتله: "وانت طيب" ومشيت.

النمس المصري، أموت واعرف شكله إيه.


ثعلب الفنك، النوع الوحيد اللي من الثعالب اللي القفص بتاعه مش فاضي، بالذمة ده منظر حيوان مكار.


أكشاك الموسيقي


أكشاك الموسيقي أيام رحلات المدرسة، كانت ملائمة جدا لجمع كل التلاميذ في مكان واحد للعب أحد الألعاب السخيفة تحت قيادة مدرس شاب ثقيل الظل، لا لرغبته في تسلية الصغار، ولكن للاستعراض أمام زميلاته من المدرسات التافهات... معلش أخوكم معقد نفسيا، بس اللي شفناه في صغرنا ما كنش شوية.


متفرقات


أول مرة أعرف إن الحاجات دي بتتباع.

البحيرات اللي جوة الجنينة مليانة سمك بالهبل، آه لو سابوني عليه

المقاعد الخضراء العتيقة، أجيال من البشر تعاقبت علي هذه المقاعد

إعلان الشركة اللي عملت نظام التهوية الخاص ببيت الدببة، مش بعيد كمان سنتين نلاقيهم يستبدلو اليونيفورم بتاع الحراس بآخر عليه إعلانات كوكاكولا أو جهينة، وأهو كله بيسترزق

مش عارف إيه علاقة النعام بالغزال

مجملا، اليوم كان جميل، لا يشوبه إلا العطش الشديد، خلاني أروح البيت ماصحاش غير علي الفطار.... وكل عام وانتم بخير

__________________
* برنامج أسبوعي في التسعينات كان بييجي كل يوم أحد
** من كتاب "رحلة عبد اللطيف البغدادي في مصر"

هناك تعليقان (2):

  1. كل سنة وانت طيب يا بااااشمهندز...
    حلوة الجولة دى تصدق بحب انا جنينة الحيوانات اللى بتيجى فى التليفزيون بتاعة القاهرة دى او الجيزة تقريبا اصل احنا بتاعتنا جنينة بنى ادمين مستحيل تلاقى فيها حيوان واحد يوحد ربنا...
    انا كمان نفسى اشوف البطريق على الحقيقة انت شفت فيلم happy feetكارتون دة بس حلو......
    المهم حلو انك تدخل الجنينة لوحدك حاجة غريبة بس لذيذة يعنى...
    كل سنة وانت طيب تانى جبت لبس العيد؟؟؟؟؟؟؟؟

    ردحذف
  2. معلش بقي يا إنجي، لازم تعرفي إن "الناس " اللي عايشين في "الأقاليم" محرومين من حاجات كتيرة قوي :-)

    فيلم Happy Feet لسه ماشفتوش لغاية دلوقتي، بس شكله حلو فعلا.

    "المهم حلو انك تدخل الجنينة لوحدك حاجة غريبة بس لذيذة يعنى..."
    - والله يا أخت إنجي، الموضوع مش اختياري قوي، أكيد لو فيه فرصة إني أتفسح مع حد مش هاتردد.. عموما الوحدة زي ماليها عيوبها ليها مزاياها.

    كل سنة وانت طيبة

    ردحذف