أول امبارح اضطريت أغيب من الشغل عشان أخلص شوية ورق ليا في التأمينات، رحت بعدها علي الجامعة للاستفسار عن بعض الدورات التدريبية، واللي مايعرفش، حرم كلية هندسة القاهرة ملاصق لجنينة الحيوانات، أنا فاكر أيام الدراسة كنا أول من يعلم بإضافة "السباغ" لأراضي الجنينة. 

فيه كده أوقات ذهبية لازم نقتنصها لأنها مش بتتكرر كتير، زي الشتاء عشان تسافر اسكندرية، وموسم الامتحانات عشان تتمشي في وسط البلد، و "رمضان" عشان... تتفسح في جنينة الحيوانات. عشان كده
طول أيام دراستي كان نفسي أدخل الجنينة في الوقت ده من السنة، لما الصيام والحر يمنعوا أي فرصة لازدحامها.طب وليه لأ، أنا خلصت كل مشاويري، ولسه باقي كتير علي الفطار، قمت قاطع تذكرة وداخل وأنا قلبي بيهفهف زي العيال الصغيرة.
وكانت الجنينة زي ما توقعت، شبه فاضية إلا من بعض الأسر (أغلبهم من اخواننا المسيحيين)، والـ"حبيبة" اللي مش فارقه معاهم المكان أو الزمان، وعلي آخر اليوم، الوجوه بقت مألوفة لأني كنت بقابل الأسرة الواحدة مرتين أو تلاتة في أماكن مختلفة.
البطاريق
أيام ماكنت عيل صغير، كنت هاموت واشوف حاجتين: الخنزير والبطريق. يمكن كنت عايز أشوف الاتنين دول بالذات عشان مش موجودين بكثرة في ثقافتنا كعرب، علي العكس في الثقافة الغربية اللي وصلتنا من طرق كتيرة، يعني مجلة زي "ميكي" كانت لا تخلو من شخصيات الخنازير في قصصها، في نفس الوقت اللي كانت البطاريق ضيف شبه دائم في حلقات البرنامج الأسبوعي "جولة الكاميرا" *
أفتكر زمان إني طلبت من والدي إنه يوديني عند البطاريق، ولما ابتديت أزن، أقنعني إن هي دي البطاريق:

فرس النهر

"وكانت واحدة ببحر دمياط قد ضربت علي المراكب تغرقها وصار المسافر في تلك الجهة مغررا، وضربت أخري بجهة أخري علي الجواميس والبقر وبني آدم تقتلهم وتفسد الحرث والنسل وأعمل الناس في قتلها كل حيلة من نصب الحبائل الوثيقة وحشد الرجال بأصناف السلاح وغير ذلك فلم يجد شيئا. فاستدعي بنفر من المريس -صنف من السودان- زعموا أنهم يحسنون صيدها وأنها كثيرة عندههم ومعهم مزاريق فتوجهوا نحوها فقتلوها في أقرب وقت و بأهون سعي." **
بيت الزواحف
قفص النسور

أقفاص فاضية
من ساعة ماوعيت علي الدنيا، كل ماروح الجنينة ألاقي أقفاص الكلاب والقطط والثعالب فاضية، لما سألت الحارس بتاع الثعالب -واللي كان ممدد في الظل جنب الأقفاص- عن السبب قاللي كلام كده عن الأكل مافهمتوش وهم بفتح الباب عشان أتفرج عليهم من جوة (الجهة الغير مخصصة للجمهور) بس أنا مارضيتش، قاللي "كل سنة وانت طيب"، حسيت إن الموضوع فيه تفتيح دماغ قلتله: "وانت طيب" ومشيت.
أكشاك الموسيقي
أكشاك الموسيقي أيام رحلات المدرسة، كانت ملائمة جدا لجمع كل التلاميذ في مكان واحد للعب أحد الألعاب السخيفة تحت قيادة مدرس شاب ثقيل الظل، لا لرغبته في تسلية الصغار، ولكن للاستعراض أمام زميلاته من المدرسات التافهات... معلش أخوكم معقد نفسيا، بس اللي شفناه في صغرنا ما كنش شوية.
متفرقات

مجملا، اليوم كان جميل، لا يشوبه إلا العطش الشديد، خلاني أروح البيت ماصحاش غير علي الفطار.... وكل عام وانتم بخير
__________________
* برنامج أسبوعي في التسعينات كان بييجي كل يوم أحد
** من كتاب "رحلة عبد اللطيف البغدادي في مصر"
كل سنة وانت طيب يا بااااشمهندز...
ردحذفحلوة الجولة دى تصدق بحب انا جنينة الحيوانات اللى بتيجى فى التليفزيون بتاعة القاهرة دى او الجيزة تقريبا اصل احنا بتاعتنا جنينة بنى ادمين مستحيل تلاقى فيها حيوان واحد يوحد ربنا...
انا كمان نفسى اشوف البطريق على الحقيقة انت شفت فيلم happy feetكارتون دة بس حلو......
المهم حلو انك تدخل الجنينة لوحدك حاجة غريبة بس لذيذة يعنى...
كل سنة وانت طيب تانى جبت لبس العيد؟؟؟؟؟؟؟؟
معلش بقي يا إنجي، لازم تعرفي إن "الناس " اللي عايشين في "الأقاليم" محرومين من حاجات كتيرة قوي :-)
ردحذففيلم Happy Feet لسه ماشفتوش لغاية دلوقتي، بس شكله حلو فعلا.
"المهم حلو انك تدخل الجنينة لوحدك حاجة غريبة بس لذيذة يعنى..."
- والله يا أخت إنجي، الموضوع مش اختياري قوي، أكيد لو فيه فرصة إني أتفسح مع حد مش هاتردد.. عموما الوحدة زي ماليها عيوبها ليها مزاياها.
كل سنة وانت طيبة