السبت، ديسمبر 27، 2008

أمسية شعرية

بالرغم من تذوقي للشعر وإعجابي بالكثير من الأبيات، إلا أني -إلا فيما ندر- لا أطيق قراءة أكثر من صفحة متصلة من الشعر، خاصة الشعر الحر الغير مقفي.

أعتقد أنه يمكن لأي شخص عادي كتابة الشعر الحر، فقط كل ما عليك هو أن تدون أفكارك بشكل نثري، ثم قم ببعثرة الكلمات عبر السطور، ليحوي كل سطر كلمتين أو ثلاث، مع القليل من علامات التنصيص (خاصة النقاط)، وحبذا لو أضفت بعضا من عناصر الطبيعة (الشمس والبحر..الخ)

فلنقل أني أريد الكتابة عن "شارع فيصل" مثلا، ستكون النتيجة:


سيارات ...

مركبات ...

وحافلات ...

طالبية... طالبية..

صرخ الصبي مناديا

أيكم يريد النزول ؟

أستاذ بكر

مدرس التاريخ !

في شجار

مع عتمان الصعيدي..

حول الإيجار..

الطفل يلهو في الفناء..

بين أشجار الليمون ..
(ألم أقل لكم أن عناصر الطبيعة "بتعمل شغل عالي")

والشمس قد توارت..

خلف الكتل الأسمنتية..

سيارات ...

مركبات ...

وحافلات ...
(هذا ما يفعلونه دائما، ينهون القصيدة بمطلعها)



الأسبوع الماضي، حضرت أمسية شعرية في الساقية، كانت مخصصة لأشعار نزار قباني ، وبطبيعة الحال، توقعت أمسية من الشعر المبتذل حول الغزل والحب يلقيه شخص "ملزق" يتكلف الرومانسية.

صعد ثلاثة شبان علي المنصة، كانت هيئتهم لاتوحي بأي نوع من الشاعرية اللزجة التي ألفتها فيمن يلقون الشعر.

بدأو بـ "يوميات امرأة غير مبالية" وتبعوها بـ "خبز وحشيش وقمر" و"متى يعلنون وفاة العرب" و"الحب والبترول" و"قصيدة اعتذار لأبي تمام" ثم ختموا بـ "بلقيس".

لم أتوقع أن أستمتع بالشعر لهذه الدرجة، مرت الأمسية كأنها حلم، عدت إلي المنزل لأعيد قراءة أبيات قباني، كانت رائعة، لكني لم أستمتع بها بنفس الدرجة، يبدوا أن الإلقاء كان له دور كبير... هو ظلم أن نسمي "البلاهة" التي كنا نسمعها في الإذاعة المدرسية "إلقاءا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق